الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

حساسية الرمز الديني

حساسية الرمز الديني يبدو أن قضية التعرض للرموز الدينية والتي حدثت مؤخرا لم تستنفذ كل امكاناتها بالرغم من كل ذلك الزخم الذي عرضت من خلاله، حيث لم تتأتى حتى الآن مقاربة عقلانية هادئة للقضية. والتي كشفت بشكل واضح أن العاطفة والحماس الديني لا زال يحتل مكانا أصيلا في العقول. لكن يبدو أن أي مقاربة عقلانية للموضوع مدانة أو محكوم عليها مسبقا لصالح حسابات تتعلق بالمكانة والقبول الاجتماعي بغض النظر عما تؤدي إليه من نتائج. وبرغم ما ساد المشهد التويتيري من سخونة وحدة بل وتطرف إلا أنه لم يعدم من توجهات سعت باستحياء وخجل شديدين إلى تهدئة الموقف بحجة ان الشخص أخطأ وتاب عن خطأه. الشيء المهم الذي غاب ويغيب كثيرا في مثل هذه القضايا هو أنه كما ينتقد الفعل كذلك يجب ان تنتقد ردود الفعل أيضا والتي جاوزت الفعل نفسه في إساءته إن كان ثمة إساءة. فكما أن الإساءة مرفوضة كذلك إساءة ردة الفعل مرفوضة أيضا. لكند يبدو أن هذه الحساسية تجاه الرمز الديني تطبق بتعميمية لا تفرق بين الإساءة ووجهة النظر، فإذا كان من الممكن تفهم الحساسية الدينية – ليس بالضرورة الموافقة عليها – في نطاق الإساءة فإنه لا يمكن تقبلها بحال عندما تتحول إلى إساءة أخرى الأمر الذي يضيق المجال في المستقبل إزاء تبني ومناقشة أو إبداء وجهات نظر حول ما يمكن اعتباره رمزا دينيا بشكل عام.
ما ينبغي الإشارة إليه في هذا الصدد هو ضرورة التفريق بين الإساءة ووجهة النظر. من حيث ملاحظة أن ثمة قدرا من اللا جدية والشخصنة واللاموضوعية في الإساءة بشكل عام، بينما تتصف وجهة النظر بغض النظر عن الموضوع الذي يصب في اهتمامها بالجدية والتي تعني في نفس الوقت أن ثمة مبررات ونتائج تدعم وتشكل الإطار العلمي لوجهة النظر. إن الإساءة ووجهة النظر تؤديان أحيانا إلى نفس النتائج إلا أن ما يجعل لوجهة النظر وزنا هو ما تتكئ علية من معطيات ومبررات وهو الشيء ذاته الذي يجعلها قابلة للنقاش ويضفي عليها قدرا من المعقولية. بصرف النظر عن كون النتيجة تسئ أو ترضي القارئ.
من ناحية أخرى كشفت هذه القضية عن جانب تجاري مهم في شخصية المثقف. حيث أسفرت ردود أفعال المثقفين عن شيء من الحس التسويقي الذي يرمي الحصول على صكوك غفران ليس من رجال المؤسسة الدينية فحسب بل من المؤسسة الاجتماعية التي بدأت تفرض شخصيتها وحضورها مستقلة عن المؤسسة الدينية وإن كانت ولاتزال تمثل المصدر المهم لتصدير أيديولوجيا الخطاب الديني

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=297126

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق